القضاءُ الفرنسي يتهمُ مهاجرًا مغربيًّا بقتل زوجته من أجل "المال "

فِي واحدَةٍ من الفصولِ الرهيبَة لما يستطيعُ المرءُ إتيانهُ في سبيل المال، يواصل القضاءُ الفرنسيُّ، التحقيقَ مع مهاجرٍ من أصولٍ مغربيَّة وجزائريَّة، يشتبهُ في قتله زوجته الفرنسية الأولى، ومحاولة قتل خطيبة ثانية، من أجل الاستفادَة من تأمينهمَا على الحياة، الذِي كانَ مخولًا بأنْ يستفيد منه بملايين اليورو. المتهم جمال لولمِي، المولود من أبوين أحدهما جزائري والآخر مغربِي، والبالغ من العمر 36 سنة، أثار شكوكَ المحققِين، على نحوٍ جعل المحققة في "جنايات إسون"، ترتابُ في الملابسات التِي أحاطت بوفاة زوجته سنة 2007، "لقدْ احتفظتُ بهذا الملف أمدًا طويلًا، ولمْ أستطع إغلاقه، لأنَّنِي ارتبتُ في أنْ تسفر حادثةٌ مرورية بسيطة عنْ كلِّ ما حصل"، تقول الدركيَّة الفرنسيَّة، مارِي بريجيتْ، التي عهدَ إليها بالتحقيق، في حادثَة سيرٍ حصلتْ سنة 2007، وأعيد النظرُ بشأنهاعامَ 2010، لتظهر أنَّ الأمر كان يتعلقُ بقتلٍ. الدركيَّة أخبرتْ المحكمة أنَّ القرائنَ كانت تعوزُهَا في البداية لإثبات ضلوع المتهم المغربي في مصرع زوجته الفرنسيَّة، كاتلِينْ فاسُور بونتُونيي، على إثر حادثٍ مرورِي صدمتْ فيه بسيارة، بيدَ أنَّها ارتابتْ مع محاولةِ المتهم استمالتها والدخول معها في علاقةٍ حميميَّة، وهُو ما لمْ تكن ترغب فيه، فأخذ يقدمُ لها الزُّهور ويحاولُ دعوتها إلى الغذاء، واقترح توكيلِ محامٍ لها حين تعرضتْ في فترةٍ من الفتراتٍ إلى اعتداء. شكوكُ المحققَة ستتزايدُ حينَ علمتْ أنَّ لدى الراحلة عقود تأمين مجزيَة على الحياة، الأمر الذِي سيقُود إلى تعميق التحقيق، مع جمال الذِي كان يعتقد أنَّ التودد إلى المحققَة سيجنبهُ ارتيابها في أمره، وهو الذِي تلاحقهُ دعوى قضائيَّة من صديقةٍ ثانية، غير زوجته، تتهمهُ فيها بالعمد إلى التسبب في حادثِ سيرٍ بالمغرب كي تلقَى حتفها ويستفيدَ من تأمينهَا على الحياة، لكنهُ لمْ يستطعْ إزهاق روحها بالحادث. وفيمَا يرتقبُ أنْ يصدرَ القضاءُ الفرنسيُّ حكمًا في القضيَّة، يومَ العشرين من ماي الجاري، لايزالُ المتهمْ جمَال لولمِي، مصرًّا على نفي ضلوعه في مقتل زوجته الأولى، أوْ محاولة قتل خطيبته في المغرب، من أجل الحظوة بالتأمين على الحياة، والذي كان سيدرُّ عليه ما يربُو على مليون وثمانمائة الف يورُو. ومن الراجح حسب مراقبين، أنْ يحكمَ بالمؤبد على جمال، الذِي أثار استغرابًا في فرنسا، إزاء تحول المال إلى مسوغٍ لدَى مهاجر في أوضاع سليمة، لقتل زوجته، ومحاولة قتل الثانية، في سبيل نيلْ ملايين "الأوروهات" وإنْ تحوَّل الحبُّ إلى جريمة.